فيديو

المزيد ...

يسعدنا انضمامك لنا

وكالات : يصف مراقبون في ذي قار، المشهد الاعلامي والصحفي بالسيء، بعد ان تحول الخطاب الاعلامي الى خطاب ابتزاز واضح، فيما يبين البعض بأن غياب الرقابة والضوابط أدت الى ظهور وسائل اعلام تمارس الابتزاز، ترتبط بجهات سياسية وحزبية من اجل التسقيط واثارة الرأي العام، دون الالتفات الى واقع الخدمات.
ويصف عدد من الاعلاميين والصحفيين العاملين في محافظة ذي قار هذا الواقع بالمتردي ولا حلول بالافق يمكنها ان تعالج مايحدث، بسبب السياسة غير الصائبة للجهات المعنية وللمسؤولين هلى حد سواء .
واستطلعت "شبكة اخبار الناصرية" اراء عدد من الصحفيين والناشطين في ذي قار، ووقفت على تشخيص هذه الظاهرة وماهي  العوامل الممكنة التي يمكن من خلالها محاربة الطارئين الذين اساؤا للعمل الصحفي في المحافظة .
ويرى الاعلامي حسين العامل في حديث لـ"شبكة اخبار الناصرية"،"هناك عملية استسهال خطيرة في ممارسة مهنة الصحافة برزت بصورة كبيرة بعد ان قررت الحكومة المركزية منح امتيازات خاصة وارضي سكنية للصحفيين عبر استحصال تأييد نقابة الصحفيين وهذا ما جعل هوية نقابة الصحفيين للأسف في حوزة الكثيرين ممن يدعون الصحافة ولا يجيدون العمل الصحفي".
ويضيف العامل "لمعالجة هذه المعضلة الاعلامية الخطيرة ارى ضرورة اعتماد طريقة ناجعة للفرز ما بين الاعلامي الرصين والاعلامي المرتزق وان تكون هناك ( لائحة عار ) توثق اسماء الاعلاميين المرتزقة الذين يعمدون الى الابتزاز والاساءة الى سمعة الاعلام العراقية من اجل تحقيق مصالحهم الدنيئة".
ويتابع  “من المهم ايضا اعادة النظر بهيكلية نقابة الصحفيين والعمل على تطهيرها من الطارئين على مهنة الاعلام".
وبالمقابل تشكل اعداد المؤسسات التي ترى بنفسها اعلامية ، عددا كبيرا، حيث تحولت تلك المؤسسات الى محال تجارية، تعرض فيها المادة التي تبتز فيها اي جهة، بعد الاعتماد على "المونتاج" لتشويه الحقائق".
ويقول الكاتب والصحفي علاء كولي "اعتقد بأن ما يحدث هو كارثة بالمعنى الحقيقي، المسؤولون المحليون في المحافظة هم السبب الرئيسي وراء كل هذا التردي".
ويضيف "تفرز الانتخابات كل مرة مسؤولين جدد وهولاء المسؤولين اول خطوة يتخذونها يقومون بتأسيس مكتب اعلامي، الغريب بالامر ان المكتب الاعلامي يحوي اشخاص ليس لديهم علاقة بالصحافة، قد يكونون عناصر امنية او شرطة او اقرباء المسؤولين".
ويتابع "هولاء الذين صعدوا مع المسؤول، اصبحوا بقدرة قادر اعلاميين، قاموا بتأسيس وكالات اخبارية مليئة بالاخطاء اللغوية والاملائية وتتهجم على مسؤولين او رجال اعمال بهدف التسقيط ، وهذه بالحقيقة كارثة".
ويضيف "المطلوب من نقابة الصحفيين ان كانت قادرة على مواجهة هذه الظاهرة ان تفرض نفسها امام كل مسؤول بمنع اي شخص يحاول الدخول للوسط الاعلامي الا بخضوعه لدورات مكثفة على اقل تقدير كتابة الخبر، وان تراقب صفحات الفيس بوك ممن يدعي بأسم الصحافة، حتى يكون هنالك قيمة لهذه المهنة".
ضعف الرقابة وغيابها في احيان اخرى، ادى الى ظهور اشخاص غير كفؤين يتزعمون بأسم الصحافة، من خلال التسقيط ومحاولة لخلق رأي عام مظلل من خلال ابعاد الشبهات عن مسؤولين فاسدين.
من جهة اخرى يقول الاعلامي غزوان الغزي “ لايخلو وسط من الاوساط العراقية في عراق مابعد 2003 من الانتهازيين والنفعيين والمبتزين".
ويتابع  "الوسط الاعلامي والصحفي في ذي قار وصله داء الابتزاز وشهد دخول عدد كبير من النفعيين للوسط، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي التي فسحت لهم المجال ، والمال السياسي الذي يدفع لهم، حتى ادمنوا الابتزاز لكسب المال".
ويقترح الغزي " الصحفيين الفعليين ، كي يتخلصوا من هولاء ، فعليهم التكاتف فيما بينهم ، ونبذ الطارئين وعدم التعامل مع الانتهازيين والدخلاء والخروج ببيان موحد يعلنون فيه انهم براء مما يحدث ويتركوا المجاملات التي افسدت هذه المهنة".
وبعد مرور اكثر من عشر سنوات على التغيير لاتزال محافظة ذي قار تعيش واقعا مأساويا في المجال الاعلامي، وابتعدت وسائل الاعلام في المحافظة من تسليط الضوء على معاناة الناس الى السب والشتم والتملق للمسؤولين بشكل مستمر.
ويرى الاعلامي علي الحجامي ان” ما يحدث في المؤسسة الاعلامية في ذي قار ليس منسلخا عما يحدث في غيرها فالثقافة الاجتماعية التي تحكمه وتحركه هنا هي نفسها التي تحرك غيره في بقية المحافظات".
ويضيف الحجامي "عامل الدعم والمال السياسي والربحي ، لاعب اساس في خطة المهنية الاعلامية الحالية، لذا نحتاج الى مؤسسة يرعاها مال نزيه بعيد عن الانانية والربحية الضيقة لأنه لن نجد اعلاما ليست فيه انانية او اجندة محدودة".
ويتابع "لكن ما يضرنا هو الانانية الجشعة في رفع الذات واسقاط الاخر باي طريقة كانت ، لذا نحتاج الى الاحتكاك والتعرف على تجارب الاخرين الناجحة والفاشلة لاننا من دون تجربة".
وتشير بعض المعلومات بأن هنالك خطوط حمراء وملاحظات كثيرة للبعض ممن دخل على الجانب الاعلامي والصحفي، فمنهم من كان بعثيا، ومنهم من كان سارقا للمال العام واخرون يرتبطون بقضايا اخلاقية كبيرة.
ويقول الناشط والكاتب احمد ساجت في حديث لـ"شبكة اخبار الناصرية"" اعتقد بأن الاغلب من وسائل الاعلام في المحافظة تقوم بهذا الدور بسبب غياب المهنية وثانيا عدم وجود ضابطة تحكم ممارسة العمل الاعلامي فلا رقابة اعلامية ولا لغوية".
ويتابع "فضلا عن ذلك ، فان السياسي الهابط هو عنصر جذب لمن هب ودب من النماذج المبتذلة التي تروج له واللقب جاهز "اعلامي" وكأنها مهنة من لا مهنة له.
ويضيف "كذلك ان الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي خلقت صحفيين من ورق ومؤسسات وهمية تعمل في حقل الاعلام ومارست دور ابتزاز منظم يمكن للراصد متابعة تلك المواقع ورصد الاساءة الى اللغة والمجتمع والعملية السياسية.
ولاتوجد اي احصائية دقيقة عن اعداد وسائل الاعلام في ذي قار، الا ان البعض  من الصحفيين يشيرون الى ان العدد قد يتجاوز الـ400 وسيلة اعلامية، من غير صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .
ويوضح الناشط المدني وليد الطائي " كنا نعتقد ان هذه المؤسسات الاعلامية في ذي قار وكثرتها ستكون مهمتها نقل معاناة المواطن الفقير وما يحتاجه من المسؤول المنتخب وستكون عونا وسندا له  لكن تفاجئنا بعملها تحولت من عمل صحفي واعلامي الى مؤسسات حزبية وسياسية ناطقة باسم كتل سياسية واحزاب".
وتابع  "لقد تناست هذه المؤسسات الاعلامية عملها الاساسي ومهنتها الاعلامية والرسالة الصحفية وبعضها تحولت الى مؤسسات تبتز المسؤول وتبتز كتل سياسية واحزاب وتيارات تبحث عن المال السياسي والحزبي ولدينا ملاحظات كثيرة على مؤسسات اعلامية في ذي قار وكيف تسقط السياسيين بأوامر سياسية حزبية".
ويضيف "على نقابة الصحفيين المركز العام وفرع ذي قار ايضا ان يضعوا حدا لهذه المهازل وتفعل دورها لانها مؤسسات لا تستحق ان تمثل الصحافة والاعلام في ذي قار وهي مؤسسات لا تفهم معنى المهنية الصحفية، فنقابة الصحفيين مطالبة بتفعيل الشروط التي وضعتها على المؤسسات الاعلامية والاهم تفعيل دور المهنية في عمل المؤسسات".
وفي ذات السياق اوضح الصحفي حيدر الشريفي ان "بعض المؤسسات الإعلامية تمارس الاتبزاز من اجل الحصول على مكاسب مالية متناسية ان الاعلام هدفه إظهار الحقيقة لا تضليلها".
وتابع "أخذت في السنوات الاخيرة هذه الظاهرة بالازدياد في المحافظة بعد ان وجدت من ينميها من المسؤولين والشركات اما خوفا من فساد او لفائدة ترجى من تسقيط الخصوم".
واضاف "كما ازداد عدد الوسائل الإعلامية التي لا تقدم شيء للمتلقي سوى تكرار ما نشر بسرقة منتوجات الآخرين او نشر "التفاهات التي لا تطور ولا تسلط الضوء على اي مشكلة في المحافظة” .
وتبقى تلك الوسائل الاعلامية، تمارس ابتزازها طالما لم يسلط الضوء على ماتفعله او مايفعله من يديرها، وتحاول تلك المؤسسات ان تحصل على الحقوق التي اعطيت للصحفيين الحقيقيين ممن قضى سنوات طويلة في العمل الصحفي، وليس الطارئين.
المصدر : شبكة أخبار الناصرية


التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
الاسم :
البريد الالكتروني :
البلد :
نص التعليق :

 

 

كل ما يرد في المقالات والتعليقات وهموم الناس لا يعبر بالضرورة عن رأي الشبكة باي شكل من الاشكال ، ويتحمل الكاتب وحده جميع التبعات القانونية ، كما ان المعلومات في هذين القسمين يتم نشرها دون اي تصحيح لغوي او املائي .

جميع الحقوق محفوظة لشبكة اخبار الدواية ©

2009 - 2013

الدواية هوست | لخدمات الويب