وكالات : في خطوة هي الاولى من نوعها على الصعيد الاداري في العراق ، قررت محافظة ذي قار اعفاء جميع مدراء الدوائر الحكومية ممن قضوا في مناصبهم اكثر من اربع سنوات ، ودون النظر لخلفياتهم السياسية والحزبية ، وقد صدرت بالفعل اوامر الاقالة لعدد منهم بينما ينتظر اخرون دورهم قريبا .
ورغم اجماع كل الاطراف ذات العلاقة على اهمية هذه الخطوة كونها تجسد ارادة التغيير في المحافظة ، الا انها قوبلت بردود افعال متباينة من قبل مدراء الدوائر انفسهم ، فمنهم من انتقد وتحفظ ، ومنهم من رحب ، ومنهم من رفض التعليق والحديث لحساسية الملف على حد وصفهم .
ويقول المحافظ يحيى الناصري في حديث لشبكة اخبار الناصرية ان القرار جاء باجماع الكتل السياسية في المحافظة ، وانه كرئيس للسلطة التنفيذية في المحافظة ، كان حريصا جدا على ان تجري عمليات الاقالة بالشكل والالية التي تحفظ للدائرة هيبتها وتبقي الدوائر عاملة بالاتجاه الصحيح .
واكد ان قرارات الاقالة طالت حتى الان مدراء الزراعة والتربية والموارد المائية وغيرها من الدوائر ، متعهدا بمواصلة التنفيذ حتى اقالة بقية المدراء المشمولين بالقرار المذكور .
وهنا يقول مدير زراعة ذي قار حسن البنا ، والذي اقيل ضمن القرار الجديد ، ان قرارات الاقالة والتغيير هي حالة طبيعية وصحية ، شريطة ان لا تكون بدوافع سياسية حتى لا يلحق الغبن بمدراء الدوائر في المحافظة .
وابدى عتبه على الحكومة المحلية التي صورت عملية التغيير بالشكل الذي يمس شخص المدير المقال ، متساءلا اما كان الاولى ان يجمع المدراء المزمع اقالتهم في حفل خاص ويكرمون ولو شفويا قبل اقالتهم بهذه الطريقة التي جعلتهم موضع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي على حد قوله .
وتابع ، هذا ليس انتقاد لشخص المحافظ الذي اصدر اوامر الاقالة ، لان الرجل كان ينفذ قرارات مجلس المحافظة ، بل هي وجهة نظر عامة يجب ان تطرح للراي العام ، معربا عن امله بان تحقق عملية التغيير الهدف المرجو منه في خدمة المحافظة .
بدوره ابدى مدير دائرة الرعاية الاجتماعية المقال حيدر شاهين ، استغرابه لان قرارات الاقالة لم تشمل سوى ثلاثة او اربعة مدراء فقط ، بينما بقي اخرون يمارسون عملهم رغم انهم تجاوزوا الاربع سنوات في مناصبهم .
وقال انه فوجئ بشموله بالقرار وصدور امر باقالته رغم انه لم يكمل ثلاث سنوات في منصبه مديرا لدائرة الرعاية الاجتماعية في المحافظة .
الى ذلك رفض مدير تربية ذي قار خير الله زاهي ، والذي كان ضمن المدراء المقالين ، التعليق عن الموضوع بحجة ان الامر حساس ولا يجوز طرحها عبر وسائل الاعلام على حد رايه .
وتعليقا على الامر يقول رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة ذي قار شهيد الغالبي ، ان زاهي يحاول ان يتحدى الحكومة المحلية في المحافظة ، اذ عاد ليمارس مهام عمله مديرا رغم قرار الاقالة ، وذلك بعد ان ذهب الى مقر الوزارة في بغداد ليرتب اوضاعه هناك .
واضاف ان المحافظ و مجلس المحافظة هما اعلى سلطة تنفيذية وتشريعية في ذي قار ، وقد اجمعا معا على تغير مدير التربية ، وبالتالي لا يحق للوزارة اي مقررات تصدر عنهما وذلك وفقا لقانون 21 المعدل لسنة 2008 .
اما من ينتظر دوره في الاقالة من مدراء الاربع سنوات ، فيقول عنهم مدير فرع الشركة العامة لتجارة الحبوب في ذي قار محمد جعفر ، انه لا ضير من تغيير المدراء اذا كان الامر ناجم عن تقييم لادائهم خلال فترة تسنمهم المناصب ، اما اذا كان التغيير لاجل التغيير فقط فهذا لن يصب في مصلحة المحافظة على حد وصفه .
واعرب عن امله بان توفق الحكومة المحلية في تنفيذ قرارات الاقالة ، متمنيا في الوقت نفسه على المدراء الجدد ان يكونوا بمستوى المسؤولية التي تناط بهم .
وابدى استعداده لتسليم مهام عمله الى وكيله حال تلقيه امر الاقالة ، وبكل رحابة صدر ، لاسيما ان الوكلاء ادرى بمهام عمل مؤسساتهم ، واعرف بالتفاصيل الدقيقة .
وكان مجلس محافظة ذي قار قد قرر في وقت سابق اقالة جميع مدراء الدوائر الحكومية في المحافظة ممن مضى على توليهم مناصبهم اكثر من اربع سنوات .
وقد اصدر محافظ ذي قار يحيى الناصري بدوره اوامر الاقالة بحق كل من مدير الموارد المائية اسماعيل قاسم ، ومدير التربية خير الله زاهي ، ومدير الزراعة حسن البنا ، ومدير الرعاية الاجتماعية حيدر شاهين .
المصدر : شبكة أخبار الناصرية